مفهوم الحياة الزوجية وشروط نجاحها

29 يناير 2024
مفهوم الحياة الزوجية وشروط نجاحها

نتحدث في هذا التقرير عن مفهوم الحياة الزوجية ، إذ أنه في السنوات الأخيرة صرنا نشهد عزوفًا كبيرًا من الشباب عن الزواج؛ لأنهم يخافون من فشله وعدم إلمامهم ومعرفتهم بأي مفاهيم صحيحة عنه، وتصوير عدد كبير منهم أنه عبارة عن علاقة ممة حُكم عليها بالفشل، لا تدوم السعادة فيها سوى بعض الأيام القليلة.

بعد هذه الأيام يبدأ كل الطرفين في أن يضع اللوم على الآخر، بأنه تعرض للخداع ولم يختر الشخص السليم، وعندها تبدأ معاناة طويلة لا نهاية لها، ومن ثم ينبغي على الشباب أن يعرفوا المعنى الحقيقي للعلاقة الزوجية، والذي تحتوي عيه من واجبات وحقوق ومسؤوليات وتضحيات، حتى يص الشباب إلى الغاية المنشودة التي وصفها الله في كتابه العزيز بالرحمة والمودة.

شروط نجاح الحياة الزوجية

تعتبر العلاقة الزوجية عبارة عن شركة كبيرة يقوم كل من رجل وامرأة بإقامتها وتأسيسها، وهنا نؤكد على أن هذه الشركة لن تستمر أو تنجح إلا عن طريق تواجد الشروط الآتية فيها:

القبول

يعتبر القبول، هو الارتياح المبدئي للطرف الثاني، كما يعني القبول أيضًا تصديق هذا الشخص والرضا عن كل ما يصدر من أفعال وأقوال، وتقبله، والرضا عن شكله، وسلبياته وإيجابياته وطموحاته وأحلامه وكل الذي يتعلق به بشكل أولي.

التفاهم والحب والاحترام

يعتبر الاتفاق على حياة زوجية تكون الاختلافات فيها الاختلافات قليلة، ويكون في الإمكان السيطرة عليها إذا حدثت من أي طرف، كما يجب أن يشعر الزوجات بالحب، وبمشاعر جميلة ناحية بعضهما البعض، وفي الغالب تتولد تلك المشاعر عن التفاهم والقبول بين الطرفين، أما الاحترام فهو التأدب والتلطف مع الطرف الثاني، والتنازل له عن بعض الأمور وتقديره والعمل على إرضائه بأي شكل من الأشكال.

الأمان والاستقرار والاستقلالية

فالشعور بالأمان يجعل الطرف الآخر تلقائياً يسّلم نفسه وأحاسيسه، وكلّ ما يتعلق به، للطرف الآخر دون خوف أو تردّد.

هي فكرة تأسيس حياة زوجية مقتصرة على الطرفين فقط، رجل وامرأة، لديهم كامل الحرية والخصوصية في تدبّر أمورهم، والعيش بحرية أينما يريدان، وفي أيّ مكان أو الوقت الذي يقرّرانه.

الثقة

أي حياة زوجية لن تكون ناجحة إذا فيها أي نوع من أنواع الشكوك والخوف من تصرفات الطرف ومشاعر الآخر، حيث أن الثقة هي التي تجعلك تسعد وتعيش حياتك بشكل رائع، باطمئنان بأن الشخص الذي معك يقوم بالشعور بذات الذي تشعر به من ود وحب واحترام، ويعطي تلك المشاعر لك أنت فقط.

تحمل المسؤولية والتضحية

يجب على كل شرك أن يتحمل أعباء الحياة مع الطرف الآخر، وان يساعده في الالتزامات المادية والاجتماعية، وأن يربي الأبناء وأن يخفف عن بعضهم البعض من أجل تحقيق التوازن في تلك الحياة، أما التضحية فهي فناء العمر عمرك في سعادة والحرص على هنائه وراحته.

الاهتمام

عن طريق السؤال عن بعضهم إذا انشغلوا، والاطمئنان الدائم إذا غابوا، والوقوف إلى جوار بعضهم عند المرض، والقيام بتقديم المدح الصادق، والقيام بإظهار الاستحسان والتقدير لبعضهم، فذلك من شأنه أن ينعش روح العلاقة ويقوم بتجديدها.

الصداقة والإصغاء الجيد للطرف الآخر

يتقوى هذا الأمر عن طريق الجلوس مع بعض، والقيام بالتحدث بعفوية وراحة، والذهاب إلى أماكن للترفيه والتنزه، واستعادة الذكريات التي تقوم بجمعهما، وكثرة المزاح والضحك مع بعضهما البعض، فينبغي عليهم أن يسمعا بعضهما، وأن يتناقشا بهدوء ومرونة، ومحاولة فهم كل منهما للآخر بعيداً عن الصراخ او التشدد والتمسك بالرأي.

وقائع الحياة الزوجية من وقائع الحياة الزوجية

نسمع يوميًا عن شكاوى من شريك حياتهم، وفي قليل من الأحيان نسمع الكثير من القصص عن الزواج السعيد، وفي الغالب يستنتج الشباب الذين يقومون بقراءة روايات رومانسية ويرون الأفلام الرومانسية أن الزواج هو عبارة عن سرير من الورود.

ولكي للحظ السيء، أن الزواج لا يعتبر حلمًا مثلما يعتقد الكثير من الشباب في هذه الأيام، لأنه دائمًا ما يكون مليئًا بالمشكلات متشابكتان ويجب على الناس أن يتذكروا أنه عندما يتزوجون، سيكون عليهم مواجهة مسؤوليات ومشكلات لم يتوقعوها من قبل أو لم يقومون باختبارها إلى الآن.

وفي الغالب يعتقد الناس أنه من واجب الزواج، حيث أنه عبارة عن حدث هام للغاية، على مستوى حياتهم، ومع هذا حتى نضمن الزواج الناجح ، ينبغي على الزوجين تنسيق حياتهما عن طريق تقليل أي اختلافات بينهما.

المشاكل الزوجية

المشكلات الزوجية دفعت الشباب إلى القول بأنه لا يكون في الإمكان أن يكون هناك حياة زوجية سليمة، إلا لو كان الزواج بين زوجة عمياء وزوجًا صماء، لأن الزوجة العمياء لا تتمكن من أن ترى أخطاء الزوج والزوج الأصم لا يتمكن أن يسمع أي شيء من زوجته.

ويعد تقاسم الثقة واحد من الأسباب الأساسية للمشكلات الزوجية هو عدم الثقة والشك، ويعتبر الزواج نعمة لكن الكثير من الناس يجعلونه لعنة بسبب عدم الفهم، ولهذا ينبغي على كل من الزوج والزوجة أن يظهرا الثقة الكبيرة لبعضهما وأن يحاولا عدم اخفاء أسرار عن الآخر.

كما أن الأسرار تقوم بخلق الشكوك والريبة، وهذه الأمور تؤدي إلى الغيرة ، وتقوم بتوليد الغيرة الغضب، والأخير يقوم بالتسبب في العداوة والعداء قد يؤدي إلى الانفصال أو الانتحار أو القتل، ولو أمكن الزوجان من ان يشاركا السرور والألم في حياتهم اليومية فيكون في إمكانهما التعامل مع بعضهما البعض والتقليل من شواكيهما.

ومن ثم لا يجب أن تتوقع الزوجة أو الزوج تجربة المتعة دون المشكلات، وسيكون هناك العديد من التجارب البائسة والمؤلمة التي يجب عليهم مواجهتها، وينبغي أن يكون لديهم قوة الإرادة حتى يتمكنا من الحد من أعبائهم وسوء الفهم، بالإضافة إلى أهمية نقاش المشكلات المتبادلة ستمنحهم الثقة على مستوى العيش مع فهم أفضل.