كيف أحفظ نفسي من العين والحسد ؟

29 يناير 2024
كيف أحفظ نفسي من العين والحسد

نسمع كثيرًا في أحاديث الناس العامة عن العين والحسد  أو أن فلانًا يحسد الآخرين، وتكثر الاسئلة عبر المواقع الإلكترونية وفي برامج الفتوى حول العين والحسد، وماهيته وأعراضه وكيفية حماية النفس وحفظها من العين والحسد، أو كيفية علاج الشخص إذا أصيب بالحسد.

والأقوال والمواقف حول العين والحسد وآثارهما على النفس والجسد عديدة، تختلف بين الإقرار بآثارهما وبين وجهة نظر آخرى ترى أن العيد والحسد حق لكنهما ليسوا السبب وراء كل تعثر أو أذى يصيب الإنسان..

وسوف نوضح في هذا المقال مفهوم العين والحسد وكيفية حفظ الإنسان منهمان مع ذكر مواطن ذكر فيها العين والحسد بالقرآن والسنة.

تعريف العين والحسد

يختلف تعريف العين عن الحسد، فالعين هي عضو الإبصار والرؤية لدى الكائن الحي، كما أنها تطلق على الشخص الذي يرسله العرب لتجسس أخبار الآخرين، وتعني العين أيضًا إصابة الآخر بالعين، فيقال عان الرجل أي  أصابه بالعين، فهو عائن، والمُصاب بالعين يسمى معيونًا، أما معنى العين اصطلاحًا كما بيّنها ابن حجر العسقلانيّ في شرحه على صحيح البخاريّ، هي: النّظر باستحسان مشوب بالحسد من شخص خبِيث الطّبع، يتسبّب للمنظور إليه بضررٍ أو أذىً.

أما الحسد ففي اللغة يعني تمني زوال النّعمة عن الغير وتحوُّلها عنهم، والحسد اصطلاحاً عرّفه الجرجانيّ بأنّه: تمنّي زوال النِّعمة من المحسود إلى الحاسد.

الفرق بين العين والحسد

يربط الكثير بين العين والحسد ويظنوا أنهما لفظان مترادفان، لكن وإن اتفقا في النتيجة والآثر يوجد هناك فروق بين العين والحسد ومن هذه الفروق..

  • الحسد أشمل من العين.
  • الحسد قد يكون لشيء ما قبل وقوعه أي تمني زوال الشيء قبل حصول الآخرين عليه، بينما الإصابة بالعين تكون لشيءٍ موجود وواقع.
  • الحسد قد يحدث عند غيبة المحسود أو حضوره، بينما العين لا تحدث إلا مع وجود وحضور المعيون.
  • سبب الحسد الكره والحق، بينما العين لا يستلزم منها ذلك.
  • تأثير العين أكبر من تأثير الحسد.

كيفيّة حِفظ النفس من العين والحسد

يكون حفظ النفس من العين والحسد بتجنب الأسباب التي تؤدي إليهما، كما ينبغي على المسلم أن يحفظ نفسه من الإصابة بالعين والحسد بالقيام ببعض الامور والافعال منها..

  • قراءة الأذكار الشرعية التي ذكرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ووردت عنه، مثل قراءة آية الكرسي والمعوذات، والاستمرار على قراءة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وعند الاستيقاظ منه، ومن بينها الدعاء بقول: “أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق”، وكذلك الدّعاء بقول: “مَن قالَ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ، ثلاثَ مرَّاتٍ، لم تُصِبهُ فَجأةُ بلاءٍ حتَّى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ ثلاثُ مرَّاتٍ، لم تُصبهُ فجأةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسيَ”.
  • إعاذة الأموال والنفس والأولاد وسائر النعم وتحصينهم، ومما رواه الصّحابة -رضي الله عنهم- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُعَلِّمُنا كَلِماتٍ نَقولُهُنَّ عِندَ النومِ منَ الفَزَعِ: بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه، وعِقابِه، وشرِّ عِبادِه، ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ”.
  • الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوقات والأحوال.
  • ترك مظاهر التزين الزائد في الولد والنفس والمال، وتجنب التحديث والتباهي بها بين الناس، ففي ذلك مدعاة للإصابة بالحسد أو العين.

العين والحسد في النّصوص الشّرعيّة 

العين والحسد في القرآن الكريم 

ذكر الله سبحانه وتعالى الحسد والعين في آيات عديدة بالقرآن الكريم، وهو ما يؤكد أنهما حق واقع ويمكن حدوثه، ومن هذه الآيات ما يلي..

قول الله تعالى في سورة البقرة وهو يصف حسد الكفار للمؤمنين على إيمانهم: “وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ…”.

قول الله -تعالى- في سورة القلم، واصفاً نظرة الكافرين للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ”، فالمراد في الآيات الكريمة من كلمة “ليزلقونك” أي يُصيبك القوم الكافرون بالعين.

قول الله -تعالى- في سورة الفلق، وهي إحدى المُعوّذات التي تَرِد فيها الاستعاذة صراحةً من الحسد والحاسدين: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.

العين والحسد في السنة النبوية

وردت عدّة أحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تذكر العين والحسد، وتأمر بالاستعاذة منهما، ومن هذه الأحاديث ما يأتي: الحديث الذي روته أمُّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: “استعيذوا باللهِ من العينِ، فإنَّ العينَ حقٌّ”.

الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: “العينُ حقٌّ، ويحضرُها الشيطانُ وحسدُ ابنِ آدمَ”.