سوء الظن وأنواعه وطرق العلاج

29 يناير 2024
سوء الظن وأنواعه وطرق العلاج

سوء الظن وأنواعه وطرق العلاج، تعد الأخلاق من الامور العظيمة والتي لها مكانة عالية في الدين الإسلامي، حيث جاءت رسالة الإسلام بتقويم الأخلاق، وإصلاح ما أفسدته الجاهلية منها، ومما يدل على مكانة الأخلاق اختلاف المؤمنين في إيمانهم، والأفضلية لمن تحلى بحسن الخلق، فحسن الخلق من الأعمال التي تزيد حسنات العبد وتثقل موازينه يوم القيامة، فالعبد الذي يتحلى بالأخلاق الحسنة يحظى بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجلس بقربه يوم القيامة.

وما يدل على منزلة الأخلاق وعظمتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله تعالى بأن يحسه خلقه، وقد مدح الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ووصفه بحسن خلقه، فقال: “وإنك لعلى خلق عظيم”، كما كثرة الآيات القرانية التي تناولت موضوع الأخلاق وتحث عليه تدل على أهميتها.

معنى سوء الظن

سوء الظن كمصطلح له معنى في اللغة ومعنى في الاصطلاح، فالسوء في اللغة من ساءه ويسوءه سوءًا وسواءة وسواية وسوائية، أي فعل ما يكره يقال: ساء ما فعل فلان أي قبح صنيعه صنيعًا، والظن في اللغة يعني إدراك الذهن للشيء مع ترجيحه، وظن الأمر أي علمه بير يقين، وسوء الظن كاصطلاح تعني امتلاء قلب العبد بالظنون السيئة تجاه الناس ويبغضهم ويلعنهم ويحذرهم ويحذرون منه.

أنواع سوء الظن وحكمه 

سوء الظن من الأمور الهامة التي يغفل عنها كثير من المسلمين وتحتاج لبيان ومعرفة لما يترتب عليها من أحكام، ونرصد فيما يلي أنواع سوء الظن وحكم كلا منهما في الإسلام..

سوء الظن بالله أي أن العبد يظن أن الله تعالى لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، ولا يعطف على عباده ولا يعافيهم ولا يرحمهم، ولا يغفر الذنوب، وحكمه ذكرته الآية الكريمة، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: “

وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”، فتوعد الله سبحانه وتعالى الظانين بالله ظن السوء؛ الذين يعتقدونه بغير صفاته، بالغضب عليهم، واللعنة، ودخول جهنم يوم القيامة، كما بيّن الله -تعالى- في آية أخرى من آيات كتابه أنّ سوء الظّن منافٍ للتوحيد، قال الله تعالى: “يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ”، لذلك سوء الظن بالله من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها وتجعله من أصحاب النار، ويجب على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى ويتوب إليه ويستغفره.
سوء الظن بالسملمين ويقصد به أن العبد يظن بأهل الخير ومن لا يعلم فسقه شرًا، أي يتهم الغير من أهل الخير بالسوء، وهذا النوع من الظن قد نهى الله عنه حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”، ونجد في فالآية الكريمة أن الله ينهي المسلم عن اجتناب الظن، والتجسس وتتبع عورات الآخرين، وذكرهم بسوء، كما نهى الاسلام عن إساءة الظّن بالآخرين من غير سبب أو ضرورة، لما فيه من الاتهام الكاذب للآخرين، وهو ما نهى عنه أيضًا الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

أسباب سوء الظن وعلاجه

سوء الظن صفة من الصفات الذميمة، ولكي يتخلص العبد منها لابد له بداية من التطرق لأسبابها، ونرصدها فيما يأتي..

أسباب سوء الظن

لسوء الظن أسباب عديدة منها..

  • أمراض القلوب من حسد وغل وغيرة وبغضاء وأنانية، فالعبد المبتلي بهذه الأمراض فإنه يصل إلى إساءة الظن بالآخرين ويؤدي ذلك لنزول منزلته بين الأفراد وبين أصدقائه.
  • قد يقع الشخص في الشبهات وأماكن الريبة دون قصد، وعدم تبرير الوقوع فيها، وهو ما يفتح المجال للآخرين في الوقوع بسوء الظن.
  • عدم مراعاة الآداب الإسلامية في النجوى، ويكون ذلك بأن تكون النجوى بالعدوان والإثم وغيبة الآخرين ومعصة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الغفلة عن الآثار التي تتريب عن سوء الظن بالآخرين.
  • اتباع الأهواء وما تشتهي الأنفس.
  • سوء الفعل والاتصاف بخصال سيئة كالخيانة والكذب، فهذه الصفات إن تمكنت من العبد جعلته ينظر للآخرين بمنظارها.

طرق علاج سوء الظن

طرق علاج سوء الظن تتنوع ومنها..

  • تنشئة الفرد على حسن الظن بداية من الأسرة ثم المدرسة والمسجد والأصدقاء والإعلام، وذلك من خلال نماذج القدوة الحسنة في الترغيب والترهيب في التربية والموعظة الحسنة والسلوك، والحوار الهادف مع الفرد، وغيرها من الطرق السليمة التي لها دور هام في تنشئة الفرد.
  • سلامة الصدر من الكراهية والحسد والغل والبغض، ويكن ذلك بمداومة قراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه، والدعاء بسلامة القلب من الأحقاد والضغائن، وإفشاء السلام بين الناس، والابتعاد عن الوقوع في الذنوب والمعاصي، ونظر النفس إلى من هو أدنى منها، وعدم النظر إلى من هو أعلى منها في الصحة والعافية.
  • البعد عن مواطن الريبة والشبهات.
  • تهيئة النفس على حسن الظّن.
  • تنمية الأخوّة الصادقة بين الناس.
  • التأكد والتبين من الامور، وعدم الاستعجال على إطلاق الحكم عليها.
  • اختيار الأصدقاء الصالحين، الذين يعينون النفس على طاعة الله واجتناب سوء الظن. 
  • المحافظة على أداء الصلوات الخمس في جماعة.