أغراض الشعر الأندلسي

21 فبراير 2019
أغراض الشعر الأندلسي

تحدثنا في موضوعات سابقة عن الشعر الأندلسي وخصائصه. واليوم موعدنا مع أغراض الشعر الأندلسي. وقد كان الأدب من أكثر مظاهر التطور في الفترة التي كانت إسبانيا تحت الحكم الإسلامي. وهو الحكم المعروف باسم حضارة الأندلس.

وكان الأدب في الأندلس في تطور وازدهار مستمر بسبب مجموعة عوامل مثل سحر الطبيعة الجغرافية لموقع الأندلس. وكان الشعر الأندلسي له نصيب وافر من التطور والرقي.

وقبل أن نتحدث عن أغراض الشعر الأندلسي، سننوه إلى بعض الأسباب التي أدت إلى تقدم ورقي الشعر الأندلسي. وقد حظي الشعر الأندلسي بمكانة كبيرة بين العصور الأدبية المختلفة، بسبب إسهامات الشعراء الأندلسيين. كما أن الشعر الأندلسي امتاز بالعذوبة والجمال وفرض نفسه كأحد أجمل أنواع الشعر العربي.

أسباب رقي الشعر الأندلسي

هناك مجموعة من الأسباب التي أدت إلى رقي وتطور الشعر الأندلسي. بالطبع أغراض الشعر الأندلسي لعبت دورا في إظهاره بشكله الجمالي المعروف. لكن، هناك أسباب أخرى مهمة.

لقد عاش الأندلسيون في استقرار ورفاه لفترة طويلة جدا، ما حدا ببعض المؤرخين ليصفوا تلك الفترة الطويلة باسم العصر الذهبي. وساهم هذا الاستقرار في تحسن مستوى المعيشة، وبالتالي انعكس ذلك على الحالة المزاجية للأندلسيين. فجادت أدمغة الأدباء بأفضل ما عندها.

أيضا، كانت الأندلس ملتقى للعديد من الثقافات المختلفة والأعراق المتباينة. وقد عاش كل هؤلاء تحت مظلة حضارة واحدة. وكان لهذا الانسجام أثرا في توسيع مدارك مواطني تلك الحضارة، ونبوغ عقليات أدبائهم.

ولا ننسى أن موقع الأندلس جعلها حلقة وصل بين الثقافات الشرقية المسلمة والثقافات الغربية غير المسلمة.

وكان لالتقاء الثقافات هذا دورا كبيرا في صهر مقومات الثقافتين والاستفادة منها في دفع عجلة العلوم والأدب والفنون إلى الأمام.

كما دمج الشعر الأندلسي بين قوة ألفاظ اللغة العربية وجزالتها وبلاغتها، وبين سحر الطبيعة وجمالها.

وإذا كانت أغراض الشعر الأندلسي لا تختلف كثيرا عن أغراض الشعر العربي عموما. فإن الشعر الأندلسي استفاد من سحر الطبيعة في الأندلس وظهر ذلك في رقته وعذوبته.

أغراض الشعر الأندلسي

يمكن القول أن أغراض الشعر الأندلسي لا تختلف بشكل كبير عن أغراض الشعر العربي. فما كان يشغل شعراء العصور الأدبية المختلفة كان يشغل ايضا شعراء العصر الأندلسي.

ومن أشهر أغراض الشعر الأندلسي ما يلي:

المدح

يعد المدح من أغراض الشعر الأندلسي الرئيسة. ولعل ذلك يبدو جليا في الموشحات وغالبية الشعر الأندلسي.

الرثاء

كان الرثاء من أغراض الشعر الأندلسي التي ازدهرت وكثرت بشكل كبير عقب سقوط الأندلس.

ومن أشهر الذين استخدموا الشعر الأندلسي بغرض الرثاء هو الشاعر أبو البقاء الرُندي.

الغزل

كان الغزل من الأغراض الشعرية التي اهتم بها شعراء الأندلس. وكان  الغزل يكثر في الموشحات الأندلسية.

ومن أشهر الذين نظموا الشعر الأندلسي بغرض الغزل الشاعر ابن زهير الإشبيلي.

الهجاء

استخدم بعض شعراء الأندلس الشعر من أجل الهجاء. وأشهر من قام بذلك الشاعر ابن حزمون.

الطبيعة

كان من المنطقي جدا أن يتغنى شعراء الأندلس بالطبيعة الخلابة التي عاشوا فيها.

وكان الشاعر ابن خفاجة من أشهر من نظم الشعر للتغني في الطبيعة.